السبت، 8 يناير 2011

شريط يرصد بوادر انقسام حزب الكتائب اللبنانية 1/2



سوزان سرور هيكل من بيروت


طقس رمادي معاكس للطقس غير الطبيعي السائد في لبنان، ينتشر فوق الأفاق الكتائبية وينذر بالتشاؤم من الآتي. فالرئيس بالوراثة سامي الجميل مضطهدا من بعض الكتائبيين الذين عملوا وتعبوا وشاركوا في استمرارية حزب الكتائب اللبناني. وهم اليوم يهددون استمراره في الخلافة الكتابئية اذا ما بقوا على اختلافهم معه على الأمور السياسية الداخلية والخارجية للحزب. هذا طبعا حسبما جاء عن لسان أحد الكتائبيين اللذين استبعدوا عن بيت الكتائب اللبناني وهو المحامي عيسى نحاس.





في حديث خاص لشريط, قال المحامي عيسى نحاس أنه بدأ طريقه الكتائبية منذ زمن طويل وأخذ يكبر معها ويتدرَج في أحضانها من رئيس دائرة ثانويين، الى أمين سر مصلحة طلاب، فرئيس دائرة في الجامعة اللبنانية ونائب رئيس مصلحة الطلاب، ثم رئيسا لمصلحة الطلاب بالوكالة ورئيس مصلحة النشاطات الشبابية ومساعد الأمين العام لشؤون التنظيم والكوادر في حزب الكتائب اللبنانية. أما اليوم فهو ممنوع من التعاطي مع الكتائبيين الآخرين أو أن يتحدَث اليهم بصفته ككتائبي, لأنه صدر قرار من قبل الشيخ سامي الجميل المعيّن بطريقة غير مشروعة لرئاسة الحزب, يقضي بفصل المحامي عيسى النحاس عن حزب الكتائب. ولكن النحاس لم يستلم قرار الفصل خطيا بعد.



أما عن هذا الفصل التعسفي كما وصفه النحاس فيقول أن السبب الرئيسي هو أنه _أي عيسى_ الوحيد الذي يواجه الحالة الغير شرعية المتمثلة بسيطرة سامي الجميل على الحزب. ويضيف أنهم متخوفين من علاقاته المستقرة وبعض الأطراف الذين لا يتفق الحزب معها, ولم يستطع سامي أن يتفق معهم أصلا أو مع غيرهم حتى. مما سبب الخوف لدى الجميل الأبن من أن يضرَ الأمر بمصالحه السياسية ويضعضع موقعه كقيادي بين القياديين الآخرين. وأضاف النحاس بأن هذه هي الأسباب هي الأسباب الأساسية ولكن الأسباب الظاهرية فهي طبعا مغايرة. وهي التي على صداها أطلق القرار بالفصل وعدم التعاطي مع النحاس.


أولهما أنه على علاقة طيبة وجمعية "الباسل" التي شارك بأفطار لها منذ سنتين وذلك لأنه كان قد عيّن على عهد كريم بقردوني كمسؤول عن العلاقات والأحزاب الشبابية. وقد سرّب حينها خبر تواجده في الأفطار عبر الاعلام فعينت حينها لجنة من قبل الحزب لاستيضاح هذا الأمر, فواجههم بالكتاب الموقَع من السيد بقردوني ولم يلغ منهم بعد. وثانيهما ظهوره عبر أذاعة "الأو تي في" المعروف عنها أنها تابعة للجنرال عون التابع بدوره لفريق 8 أذار المعادي لحزب الكتائب اللبناني. وهم اعتبروا اطلالته عبر هذا التلفزيون أنها مخالفة مشهودة وموثوقة.



فسألنا النحاس عما اذا كان قد حاول أحد الطرفين بالتوصّل الى حلول أو وساطات صلح فقال أنه طلب موعدا من الرئيس أمين الجميل للتحدث معه عن الأمر ولكن الأخير لم يتجاوب. لذلك هو الآن بصدد تحضير أنذار مكتوب لقيادة الكتائب يسألهم فيه ان كان ما يسري عن خبر فصله حقيقي أم لا, وعلى أي أساس, ولم لم يستلم بعد أمرا مكتوبا يشرح تفاصيل قرار ابعاده؟.

ويتساءل النحاس أليس هذا هو البروتوكول المتّبع في حالة فصل عنصر ما من أي حزب؟؟ ويضيف هل نسي الشيخ أمين ماذا حصل في العام 2001 عندما راح يشن الحملات المتلاحقة على القيادة المنتخبة آنذاك؟ هل نسي أنه حينها وجَه شتَى الاتهامات النابية والمشينة الى القيادة الكتائبية المنتخبة ونعتها بصفة "العهر"؟ وأنا متهم اليوم بأنني أنا خلف كل الشائعات المغرضة التي تتناول القيادة الحالية؟ وأذكرهم, أنه في الـ 2001 لم يتوانى الرئيس الجميل عن عقد الأجتماعات واللقاءات واقامة تنظيم كتائبي مواز للتنظيم الشرعي وما الى هنالك من أمور أخرى موازية بفداحتها. ولكم ما كانت النتيجة؟ هل يجدر بي تذكيره أنه بناء على كل ما ذكر, أصدر المكتب السياسي بحقه أمر فصل عن الحزب واسقاط عضويته. ولكن قرار المحكمة بالفصل أسعفه بالقول "أنه لم يتح له يومها حق الدفاع عن نفسه" وهذا هو الاجتهاد عينه الذي سوف أسعى اليه عبر حكم قضائي.



ثم قال أنه اليوم بصدد تحضير لتحرّك سياسي, اعلامي, قضائي ضاغط هدفه انقاذ الكتائب من الحالة التي هو فيها.



فسألناه عن هذه الحالة التي يتحدَث عنها أجاب : أولا, سامي ورث منصبه في الحزب ولم يستحق منصبه عبر انتخابات شرعية.والحزب ليس قطعة أرض أو لعبة تهدى للأبناء. كان سامي يذمّ بالحزب خلال عهد أخيه فأصبح فجأة الرئيس عليه. وأتى ليفرض نظاما فدراليا أطاح من خلاله بكل من كانوا قد عينوا قبلا على عهد بيار. والأسوأ من ذلك أنه لا يتحمَل أرآء الآخرين. ولا يقبل بأي اعتراض كان. رغم أن الحزب الكتائبي هو حزب ديمقراطي. وان الاعتراض يثبت وجهات النظر اذ أنَه لا يمكن لأحد أن يكون على حق مطلق. وبالتالي فان حق الاعتراض وسماع أرآء الآخرين هو أمر ضروري. فلو كنا نريد الالتزام برأي شخص واحد لما كنا انتسبنا الى حزب الكتائب من الأصل. فكيف للحزب أن يتطوَر اذا في ظلّ هذا التعسّف في ادارة الحزب والمهاترات المتتالية من قبل سامي الجميل؟


09-01-2011



هناك تعليقان (2):

  1. تحليل موضوعي ومحترم يعبر عن آراء متباينة دون شتيمة او اهانات. هذه مشكلة قديمة جديدة مع الاحزاب اللبنانية التي تعيش انفصاما ما بين عقيدتها الديمقراطية المنفتحة وتاريخها الاقطاعي المبني على الوراثة...لا أظن الحل سيكون قريبا لهذه المعضلة ما لم ترق عقول المناصرين والشعب لمعنى الديمقراطية الحقة، لأن الشعب اللبناني للأسف اعتياد الانقياد للزعامات الطائفية على حساب قناعاته.
    نأمل خيراً لهذا الحزب العريق ونرجو ان لا يعاني التفتيت مجدداً بعد أن جمعه الشهيد الراحل بيار أمين الجميل، ولكن، على الشيخ سامي أن يعلم جيداً أنه لا يستطيع اختصار القاعدة الشعبية بتغطرسه المستمر.. تحياتي سوزان

    ردحذف
  2. i dont think innou l sha5s l wa7id illi 3m biwejih haydi l mishkli b 7izbou.....kill wa7ad mintemi la 7izb b libnen w ana n7amdella manni mintesib, miftikir innou min 5ilel l a7zeb illi byintimi la ila byi2dour y8ayyir shi......bas byonsodim lamma ya3rif innou ba3d l 3e2iliyyi wl ta5ssalout houwwi yalli msaytir 3l a7zeb.......wl mishkli b 2enoun tonzim l a7zeb la aktar wla a22al.....liannou iza bya3mlou 2enoun mazbout ana akid innou 95% min l a7zeb ma bte5oud btirja3 license ta tmeris mahema......minsa55if kill l mshekil illi mawjoudi 3inna wmin2oul innou hiyyi 3inna bas......bas the major problem innou ma 3m nfakkir innou haydi mishklit watan ktir 7elou bas mish rekib 3 ba3dou wlezim shi yit8ayyar wma 7adan fi y8ayyir lamma l sha3b ba3dou ma byifham.......nice report suzanne like usual........maher hatoum

    ردحذف