السبت، 23 أكتوبر 2010

ماهر سلامة لشريط: فلسطين أحلامي التي تحاكي المستقبل.

حاورته سوزان هيكل من بيروت

ماهر سلامة, شاب فلسطيني طموح يلمع اسمه في عالم الموسيقى في لبنان. انه عازف كمان متحدر من عائلة لها تاريخ عريق في هذا المجال. من أستاذه وجدّه أحمد سعيد عقل تشرَب ماهر نبيذ الفن الراقي فانسجم وآلة الكمان وتفاعلا بابداع يأسر الحواس. علَمه جدّه أصول العزف على الكمان وحثَه على أن يصقل موهبته بالعلم فنال شهادته الأولى بالعزف عام 2002 وأصبح من حينها يبحث دوما عن التميّز فوجد وصفته السحرية عبر المزج بين أرقى أنواع الموسيقى الغربية وأروع النغمات الشرقية التي لا تفنى من حيث عظمتها.






وبالتالي خرج سلامة منتصرا على الموسيقى التقليدية بأسلوب يصعد به الى خانة النجوم كمثل خاله النجم الموسيقي المعروف جهاد عقل. ولم يكتف هذا الشاب المجتهد بشهادة الفن فأكمل دراسته الجامعية ليحصل على شهادته الثانية بادارة الأعمال ليصبح بذلك عبرة لأبناء جيله الطموحين للمجد والعلى.

وفي حديث خاص لشريط قال ماهر أنه في صدد تحضيره لباكورة أعماله المسجَلة والتي قد تصدر قريبا في الأسواق. أما عن نوعية الموسيقى التي سيقدمها فقال انه يمزج دائما بين الموسيقى الشرقية الكلاسيكية التي يهواها والموسيقى ذات الطابع الغربي التي تتناسب وجيله من الشباب وبذلك يكون قد أرضى ماهر كل الأذواق, فلا تنحصر موسيقاه بجيل واحد ولا حضارة واحدة.

وأضاف سلامة أنه أيضا بصدد تقديم نوع جديد من الموسيقى التي سترافق عزفه على الكمان وهي الموسيقى الالكترونية Electro Musicكما أنه استرسل واصفا أن هذا النوع من الأداء نادر وصعب في التحضير ولكنه في شتّى الأحوال سيحرص في اختياره الألحان التي يجري فيها الحس الشرقي. وأضاف أن حبه للتنوع جعل الاكتفاء بنوع واحد من الموسيقى صعب عليه وهو سيسعى دوما نحو الأفضل عبر التغيير بهدف ارضاء اكبر شريحة ممكنة من الاذواق وبالتالي فان هذا التميّز سيعطيه هوية موسيقية خاصة فيه.
أما عن لقبه "الغراب" فقال أنه وشم به منذ بداية إنطلاقته خاصة عندما بدأ بعزف موسيقى الروك لابسا اللون الأسود فأصبح أول "غراب" يعزف الحب والعاطفة والجمال في الموسيقى. هو لقب أطلقه عليه بعض الأصدقاء لأنهم شعروا بتميّز ذوقه في الموسيقى ولكن اللقب لا يزعجه أبدا بل انه يشعر به جالباً للحظ.

وعن بلده الأم فلسطين يقول ماهر سلامة أنه لم يزره رغم أنه من مدينة صفد في الشمال. وأشار أن بلاده تسكن فؤاده ودمه وأحلامه التي تحاكي المستقبل.





ماهر سلامة يدعو الصامدين بفلسطين الى الصبر دوما اذ أن الفرج لا بد منه. وتمنى أن يكون يوم تحقيق حلمه بالعزف في وطنه قريب ليحمل كمانه ويسرح كالعاشق المجنون في طرقات القدس ويمتّع أهلها بموسيقاه. أما اليوم في أرض الواقع لبنان ماهر يعزف رسالة تحمل في طياتها دعوة الى السلام والطمأنينة ان كان لفلسطين, للبنان أو للعراق و سائر البلدان التي ترزح تحت وطأة الاحتلال أو الاجرام.

من جهة ثانية حدَثنا ماهر عن أهم من تعامل معهم في هذا المجال وأشاد بالدرجة الأولى بدعم الفنان جهاد عقل خاله الذي يسعى دوما لمساعدته في طوير موهبته الموسيقية, والفنان غي مانوكيان الذي كان السبب في انطلاقته الفنية وشجعه كثيراً على الاستقلال في فنّه وهو أيضا الذي أطلقه على اكبر مسارح العالم، أما الموزع الموسيقي وليد عبد المسيح فقد أفسح المجال امامه للدخول الى عالم التوزيع والانتاج الفني والذي يتمثل بعمله الحالي من خلال انتاج ألبومه الخاص. وأضاف أنه أسعد بلقاء راوول دي بلازيو أيضا.

أما عن الصعوبات التي يواجهها سلامة في لبنان أو سواه من البلدان العربية كونه فلسطيني لاجئ فقال أنه يتمنى أن يأتي اليوم الذي تدعم فيه الدولة اللبنانية الفنانين الذين يمثلون هذا الوطن العزيز سواء كانوا لبنانيين أم غير لبنانيين فالناس أحبوه بعطاءاته ويطالبون فيه في كل البلدان العربية ولكنه يجد صعوبة هائلة في التنقّل من بلد عربي الى آخر فقط لأنه فلسطيني ووضع الفلسطيني خاص ويختلف عن باقي الجنسيات الأخرى وهذا ما يعيق في الأغلب التقدّم الذي يسعى اليه عالميا.

ومن منبر شريط أراد ماهر سلامة أن يوجه دعوة أخيرة لكبار الدول العربية وهي بأنه من غير اللائق أن يمنع فنان "عربي" من التنقّل في البلدان العربية بينما في أوروبا يستقبل برحابة صدر. وبالأخير شكر ماهر موقع شريط لاهتمامه ودعمه للفن والموسيقى قائلا أن من محاسن الموسيقى أنها تجمع الناس ولا تفرقهم كالسياسة التي رفض التطرق اليها.


23-12-2010