سوزان سرور هيكل من بيروت
أنقذ امس رئيس الجمهورية ميشال سليمان الحكومة اللبنانية من الانفجار الكبير بعدما اقنع مجلس الوزراء بتأجيل البحث في ملف شهود الزور، وبالتالي وجد الرئيس عذرا يرحّل فيه الأزمة الى ما بعد عيد الأضحى، ولقد استطاع بقدرة ساحر أن يفي بوعده القائل انه " لن يسمح بأمر انقسامي يهدد مجلس الوزراء اليوم وأنه سيسعى الى منع مثل هذا الاحتمال في ضوء تطور مناقشة ملف شهود الزور"، ليجد المخرج الذي يجنب البلاد من مآسي تعيد الذاكرة الى مآسي اخرى لم تمحى نهائيا.
وما لم يفاجىء من علم بالأمر هو أن مشادات كلامية بين الأفرقاء تخللت هذا اللقاء الوزاري، ولكن ما يحمد عليه أنها مرت بسلام. وبالتالي فان اقتراح الوزير العريضي بتأجيل البحث في موضوع شهود الزور أتى نتيجة زيارة جنبلاط لسوريا التي أعلنت عن رغبة منها بتأجيل الموضوع أسوة بعدم تفجير الوضع الامني الذي يكاد أن يتدهور ويتحول الى حرب داخلية قد تنعكس سلبا على مصالحها ومصالح الدول العربية خاصة وأن مصر والمملكة العربية السعودية تضغطان على سوريا لتحث اللبنانيين على الحفاظ على الهدوء اللازم علهم يتوصلون الى حلول سلمية بعيدة عن حل الحكومة أو الحرب الداخلية التي قد تحصل في حال لم يتم التوافق المرتجى.
وقد علم موقع "شريط" من مصادره الخاصة أن رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع بحث الوضع مطولا مع السفير المصري في لبنان وتم الاتفاق على اشاعة جو التهدئة في المرحلة المقبلة بغية الوصول الى حل يرضي جميع الاطراف.
أما على صعيد المواقف الخارجية فقد أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في مؤتمر صحفي مشترك لها مع وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط بعد ختام محادثاتهما في وزارة الخارجية الأميركية أن واشنطن "لن تسمح بأي خرق بشان المحكمة الخاصة بلبنان"، وأضافت عن موضوع السلام في الشرق الأوسط: "لا نحبذ أي خطوة أحادية الجانب من قبل اسرائيل".
وفي السياق عينه لفت وزير الاعلام اللبناني طارق متري بعد نهاية جلسة الحكومة الى ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان كان "سليمان الجلسة"، لأنه أشار الى أن الظروف السياسية والاقتصادية الداخلية والاقليمية والعالمية تتطلب منا التضامن لمعالجة المشكلات المستقبلية وبالتالي هكذا نكون على مستوى توقعات الناس وتتطلعاتهم وأضاف أن ذلك لا يمكن أن يحصل الا بشرط الالتزام بالمسؤولية الوطنية والمشاركة التي هي روح ميثاق العيش المشترك الذي يعكس نظامنا الديموقراطي الذي تقوم عليه الدولة اللبنانية.
وأخيرا, وبعد مناقشة طويلة لخص رئيس الجمهورية سليمان آراء المجلس بقوله: "ارى ان لا جدوى من التصويت لأن من شان ذلك ان يعمق الخلاف فيما نحتاج الى مزيد من التوافق"، كما أنه اقترح تشكيل لجنة نيابية للبحث والبت في قضية ملف شهود الزور، وأكد انفتاحه على محاورة كافة الأفكار المطروحة ومعها قضية شهود الزور ولكن بجلسة ثانية تحدد لاحقا وذلك تمهيدا للشعب كي يتنعم بعطلة العيد.وأنتهى النقاش فيما تبقى من جدول أعمال مجلس الوزراء على أن تكتمل هذه التراجيدي في الجلسة المقبلة.
11-11-2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق