الثلاثاء، 7 ديسمبر 2010

مكافحة السمنة والـ"فاست فود" بالجراحة والاكل الصحي

سوزان سرور هيكل من بيروت


لا يوجد شخص في عصرنا الحديث لم يعان أو لم يعرف أحدا" عانى من السمنة أو البدانة، فهي اكثر الامراض شيوعا خاصة مع انتشار موضة "الفاست فود" ومشكلة قلة الحركة المنتشرة بسبب الهوس بالانترنت والجلوس امام شاشة الاجهزة لساعات طويلة، حتى ان الامر ولخطورته نبه له الكرسي الفاتيكاني من خلال وزير الثقافة الأب جيانفرانكو رافاسي، الذي قال إن "الوجبات السريعة أي الفاست فود أصبحت رفضاً للحوار من خلال الطعام" بينما كانت لغة الطعام وسيلة للتواصل بين الناس.





فالفاست فود اذن لم يعد فقط سببا للبدانة وحده وانما لانقطاع التواصل أيضا بين ابناء البشر مما يستبدل حياتنا الاجتماعية العادية بالحياة السريعة وغير الصحية أيضا، وقد جاء في هذا الشأن حسب دراسة أميركية جديدة أن النقاشات الودية أي الحوار مع الآخرين يمكن ان يساعد على مواجهة تحديات الحياة عبر تأثيره المفيد على بعض العمليات العقلية كالسيطرة على المهام الادراكية، اذا فان مسألة الطعام هي سلسلة متواصلة مرتبطة بالمشاكل الصحية، النفسية والاجتماعية أيضا.

وفي دراسة لهارفرد عن الموضوع نفسه أن البدانة ككرة الثلج، تكبر كلما تتدحرج، وتزداد احتمالية التحول نحو السمنة مع كل فرد إضافي مصاب بها سواء في العائلة أو الأصدقاء أو الزملاء، ومن الممكن أن يكون سبب البدانة أمرا جينيا متوارثا ومتواجد في تاريخ عائلة ما، لذلك هي لم تنحصر بالكبار فقط انما تعدتها لتطال الصغار أيضا، كما كشف تقرير أميركي نشر مؤخراً أن السمنة تقف وراء أكثر من 100 ألف إصابة بالسرطان في الولايات المتحدة وحدها.

وبتعريف البدانة أو السمنة نجد أنها ما يعرف بزيادة وزن الانسان عن حده الطبيعي الى ما يوازي خمسة أضعاف الوزن العادي وهذا التراكم ناتج عن عدم التوازن بين الطاقة المتناولة من الطعام والطاقة المستهلكة في الجسم كما وأنها السبب الرئيسي للكثير من الأمراض الأخرى كالسكري والقلب والكولسترول وارتفاع ضغط الدم والسرطان وغيرها وغيرها من الأمراض التي لا تعد ولا تحصى.

وبالتالي, من يعاني من هذا العدو اللدود يحاول شتى أنواع الحميات المتداولة ومنها ما هو غير متوازن صحيا، ومنهم من يستعينون بأنواع مختلفة من الحبوب المنحفة، ولكن نتيجة هذه الحميات تكون في خسارة بعض الكيلوغرامات التي سرعان ما ستعود مرافقة كيلوات أخرى، لذلك، لجأ الناس الى ظاهرة جديدة، مختلفة تماما عن الوسائل التقليدية الغير ناجعة، انها الجراحة التجميلية، أو أكثر تحديدا هي عملية ربط المعدة التي شملت النساء والرجال أيضا.

فما هي عملية ربط المعدة؟
ربط المعدة او الـ Gastric Banding هي عملية يمكن اجراؤها بواسطة المنظار أو من خلال جراحة في البطن، وفيها يوضع بالون على شكل حزام حول عنق المعدة، ليعمل على تصغير حجمها، ويوصل من خلال أنبوب لمخزون له فتحة تحت الجلد فيتم حقن الحزام البالوني بالسوائل خلال دقيقة واحدة عند الطبيب بمعدل كل 3 أشهر تقريبا، لشد الحزام أكثر على المعدة.

تسبب هكذا عملية في العادة الى فقدان حوالي 30 الى 50 % من الوزن، ويبقى الحزام للأبد في الجسم، لان ازالته تسبب حتما استرجاع الوزن الزائد، أما شروط اجراء هذه العملية هي أن يكون المصاب بالبدانة يعاني من نسبة سمنة عالية جدا، او ما يعرف بالسمنة المرضية، وان يتراوح عمره بين ال 17 وال 65 سنة.

أما حسنات العملية فهي طبعا كثيرة، وحسب دراسة قام بها باحثين في جامعة ستانفورد تبين أن فوائدها على القلب قد فاقت كل التوقعات، اذ أنها عادت إلى المعدل الطبيعي لدى المرضى بنسبة عالية من الكوليسترول والهوموسستين وبروتين الدهن ـ أي والأهم انخفضت نسبة بروتين ـ سي التفاعلي بمقدار 50%، وهذه كلها مؤشرات يرتبط ارتفاعها بارتفاع نسبة الإصابة بأمراض الشرايين والتي لا يوجد إلى اليوم من وسائل العلاج على أنواعها ما يقلل نسبتها بهذا القدر والسرعة. وطبعا للعملية فوائد صحية أخرى اضافة الى التجميل الخارجي.

بيد أن لكل عملية جراحية بعض الآثار الجانبية ومنها مخاطر العملية الجراحية كالتخدير وغيره مما هو عام في أي جراحة، وتبقى نسبة الوفاة منها ضئيلة جدا خاصة ان أجريت لدى المراكز المختصة والجيدة.

واخيرا لا بد من الاشارة الى انه يجب على كل انسان ألا يتأخر في علاج مسألة وزنه، حفاظا على صحته، ورشاقته ونضارة بشرته والا تربصت به المشكلات الصحية وازدادت المتاعب ومخاطر الموت الفجائي.


07-11-2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق