سوزان سرور هيكل من بيروت
اتجهت الأنظار في لبنان اليوم إلى شماله بعد التوتر الأمني الكبير الذي ساد المنطقة بعد سقوط 4 قتلى بأقل من 24 ساعة باشتباكات بين أهالي منطقة وادي خالد والقوى الأمنية، على خلفية إحباط محاولة تهريب على الحدود مع سورية.
وفي التفاصيل إن القوى الأمنية المشتركة المكلفة مراقبة الحدود اشتبكت مع مجموعة من المهربين قتل اثنان منهم هما محمد احمد وفضل الله الشهاب، وعند انتشار الخبر تبين إنهما من أهالي وادي خالد الحدودية فقام الأهالي بقطع الطرقات وإحراق مبنى قديم للأمن العام اللبناني في قرية المقيبلة عند مدخل منطقة البقيعة الحدودية واشتبكوا مع الجيش اللبناني الذي أطلق النار لتفريقهم مما أدى إلى سقوط قتيلين آخرين هما وليد عزو واسعد العويسي وإصابة أربعة آخرين بجروح نقلوا إلى مستشفى سيدة السلام في القبيات.
ويتهم الأهالي القوى الأمنية بعدم الالتزام بضبط الحدود بل بإجراء الدوريات والقيام بمضايقات داخل القرى، كما اتهموا القوى الأمنية بإطلاق النار من جانب واحد وإنهم لم يطلقوا النار على الجيش لا أثناء المواجهة الليلية ولا النهارية ومع ذلك قتل 4 منهم، ويطالب الأهالي بفتح تحقيق رسمي لمعرفة من أطلق النار وتقديمه للمحاكمة أمام القضاء.
وعلى الفور بدأت الاتصالات العالية المستوى لتطويق الحادث وذيوله المحتملة خصوصا وان المنطقة تتبع سياسيا لتيار المستقبل الذي يتزعمه رئيس الوزراء سعد الحريري، الذي وجه إلى الأهالي تعازيه بمن قتل وقام بالاتصال بقيادتي الجيش والأمن الداخلي وفعاليات المنطقة مؤكدا أن : "سكان منطقة وادي خالد هم أهلنا وإخواننا وواعون أن الجيش اللبناني هو جيشنا وعناصره هم أبناؤهم وأبناؤنا"، مؤكدا أنه "سيتابع شخصيا التحقيقات في الحادث وتداعياته المؤسفة"، داعيا الجميع إلى "انتظار ما يتوصل إليه القضاء اللبناني الذي يبقى السلطة الفصل والمرجع الصالح لإحقاق الحق"، داعيا إلى "التعاون مع الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي اللذين يضطلعان بدور وطني كبير في هذه المرحلة الحساسة، وإلى قطع الطريق على كل من يريد استغلال الوضع لإحداث شرخ بين مواطنين لبنانيين أعزاء وبين مؤسستهم الشرعية العسكرية".
كما تحرك النائبين في البرلمان اللبناني معين المرعبي وخالد ضاهر برفقة الشيخ مالك جديدة إلى المنطقة لتهدئة الأهالي وتبنوا مطالبهم ودعوا إلى استبدال القوى الأمنية الموجودة حاليا بأخرى أكثر ثقة بالنسبة إلى الأهالي، كما طالب النائب السابق محمد يحيى بـ"فتح تحقيق في الحادثة"، داعيا في الوقت عينه إلى "تهدئة الأمور"، متحدثا عن "مساع تبذل مع الأهالي والجهات المعنية لتهدئة الأمور وإعادة الوضع إلى طبيعته".
06-11-2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق