سوزان سرور هيكل من بيروت
تساؤلات عديدة رافقت الهجوم الاجرامي على كنيسة سيدة النجاة البغدادية الذي راح ضحيته عشرات الابرياء الذين لا ذنب لهم الا انهم ارادوا الصلاة في بلد آمنوا به منذ الازل. فهل هو سيناريو ابادة جماعية آخر لمسيحيي الشرق واليوم تحديدا" في العراق؟ أم أنه دعوة غير مباشرة لدفع المسيحيين الى الهجرة من هذا البلد المتعدد الأديان؟
وبما أن لبنان ما يزال صامدا بوجه الفتن الطائفية, عبر شعبه عن استنكاره لهذه الأحداث وتضامنه مع أهالي الضحايا ومسيحيي هذا البلد فنزل اللبنانيونن الى وسط بيروت وعند تمثال الشهداء تحديدا، ليضيئوا الشموع كبارا وصغارا مع الأميرة نسرين الهاشمي من أجل أرواح المسيحيين العراقيين، الذين سقطوا في تفجير كنيسة سيدة النجاة وسط بغداد، وقد توجهت الأميرة للحضور بالقول: "اليوم أصرخ من ساحة الشهداء في بيروت عاصمة السلام، من أجل شهداء دار السلام بغداد، فكلاهما نسيهما السلام، من هنا أصرخ بإتجاه السماء ليعلو صوتي بشمعة تنير طريق الحق لمن يريد قول الحق كفى وكفى".
وختمت: "من بيروت يبحر صوتي للعالم ليقول: على يميني جامع وعلى شمالي كنيسة، من هنا وقف الصحافي اللبناني جبران تويني وأعلن قسمه الشهير، وأنا من هنا أردد لأبناء أمتي وشعبي العراقي الأصيل: نقسم بالله العظيم مسلمين ومسيحيين آشوريين وكلدانيين وكرديين وعروبيين، أن نبقى موحدين الى أبد الآبدين من أجل العراق العظيم".
وكأن الأحداث المأساوية للحروب وصعوبة الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في هذا الجزء من الشرق لم تكف العراقيين وخصوصا المسيحيين منهم. فتجلى واقع جديد لهم ليزيد "الطين بلة". فقد نصب تنظيم القاعدة نفسه مجاهدا في قضية الدفاع عن كاميليا شحاتة ووفاء منصور المصريات غير العراقيات، في النهاية هي حرب منتظرة كانت تتهيأ على نار هادئة ...
04-11-2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق