سوزان سرور هيكل من بيروت
بعد أن خفتت الأضواء الاعلامية حول الاشكال الامني الذي وقع بين المحققين الدوليين ومجموعة من النساء في العيادة النسائية في منطقة الاوزاعي, تحول الاهتمام حول ما اذا كان رئيس الوزراء سعد-الدين الحريري عائدا الى بيروت في الوقت المناسب لحضور جلسة الوزراء, والتي كان من المقرر عقدها اليوم الأربعاء في القصر الحكومي في بعبدا وكان سيطرح فيها واحدا من أهم القضايا التي تتعلق بالمحكمة الدولية وهو قضية ملف : " شهود الزور ".
ولكن, ونقلا عن صحيفة السفير "ان مجلس الوزراء اشترى الوقت بالهروب من ... الشهود الزور". أتى ذلك تعقيبا على اعلان رئيس الوزراء رفيق الحريري عن تخلفه عن الحضور الى لبنان في الموعد المناسب لترأس الجلسة الوزارية. وبالتالي تكون قد تأجلت الجلسة مرة أخرى.
أما صحيفة الديار فهي تعلق على هذا التأخير بوصفه "بالتقني" والذي حصل منعا لكارثة قد تكون نتائجها مدوية ان تم انعقاد هذه الجلسة في موعدها الأصلي خاصة وأن وجهات النظر ما زالت متباعدة بين الأطراف، وتضيف الديار أيضا, أن نتيجة هذا التأخير أتت عملا بالتوافق الثلاثي بين الرؤساء في بعبدا, عين التينة وبريطانيا (حاليا).
في هذا الشأن أيضا كتبت جريدة النهار في العنوان الرئيسي لها أن لندن ما زالت تدعم الحريري في مقاومة العرقلة المستمرة للمحكمة الدولية وأن روسيا تشدد على ضرورة اكمال التحقيق بشفَافية ونزاهة. وأضافت النهار أنه بات من الشبه محتم عدم وجود "مخرج توافقي" لهذه الأزمة خاصة وأنه لم يتم الاتفاق بعد على احالة ملف "شهود الزور" الى المجلس العدلي.
في غضون ذلك, ذكرت جريدة البلد أن "الحريري "يشتري الوقت" وسليمان يتجنب المواجهة". مما يؤدى الى أذمة قد تهدد الوضع الحكومي الحالي. ويضيفون في هذا السياق " أنّ الحريري «تهرّب من جلسة اليوم منعاً لوقوع انفجار سياسي كبير قد يؤدي إلى نسف الصيغة الحكومية».
ونقلا عن جريدة الأخبار أيضا, يضيفون ان العالمين بهذا «الهرب» وتفاصيله يقولون إنّ رئيس الحكومة «يمنع انفجار القنبلة اليوم بانتظار تسوية لن تركب». هذا وقد أضافوا أن الحريري وأفرقائه يشددون على استمرار دعمهم للمحكمة الدولية وأنهم لن يعدلوا عن رأيهم بشأن تحويل ملف "شهود الزور" الى المجلس العدلي.
وفي المقابل, أكدت جريدة المستقبل تأجيل موعد عودة الرئيس الحريري الى لبنان, بعد أن فرض تعديل طارىء على جدول مواعيده في لندن. أما في ما يتعلق بسير السيناريوهات التي قد تسلكها الأحداث والتطورات عقبا لهذا التأجيل وتأثيره على الأوضاع على الصعيد الداخلي اللبناني فلم تتوقف المستقبل . انما تحدثوا بالمقابل عما أتى على لسان الناطق باسم الخارجية البريطانية باري مارستون من وصف لهذه الزيارة وبأنها حدث بالغ الأهمية نظراً الى تعدد المواضيع ذات الاهتمامات المشتركة بين البلدين كما تحدثوا عن أهمية الدور اللبناني في الشرق الأوسط، مع التأكيد على "دعم بريطانيا التام للمحكمة الدولية وعملها من أجل تحقيق العدالة"، وأيضا فان الدعم البريطاني للمحكمة مستمر مادياً ومعنوياً على أمل أن لا تكون هناك عقبات أمام استمرار عملها.
وبالتالي, وبحسب ما جاء على لسان أحد قياديي المعارضة, نقلا عن موقع النشرة الالكترونية, فان البلد أمام ثلاثة نتائج قد تفضي اليها جلسة مجلس الوزراء في حال أنها عقدت:
أولا : يحال ملف "شهود الزور" على المجلس العدلي وبالتالي "ينكسر" فريق رئيس الحكومة اللبناني.
ثانيا" : يستقيل الرئيس سعد الحريري, وبالتالي لا يكون شاهدا على الغاء حزب الله للمحكمة الدولية, الا ان الحريري الابن ينتظر "الفرج" المتمثل بايجاد حل لقضية شهود الزور يخرجه من الحرج ويضعه امام فرصة جديدة للتعويض السياسي خاصة وأنه حصل على كل الدعم الاقليمي والدولي للبقاء في منصبه.
ثالثا : والذي يخشاه الجميع, هو انفجار الوضع الأمني في البلد، فنستيقظ على حرب أمر وأعنف من تلك التي تدور في العراق و غزة.
وأخيرا", بات جليا" أن المساعي والجهود التي عمل لأجلها الجانبين السوري – السعودي, لم تثمر بنتائج نهائية.
واللافت أيضا" أن أبواب المحادثات لم تغلق بعد, وقد تم تأجيل الجلسة الى نهار الأربعاء االمقبل على أمل التوصل الى حلول قد ترضي الطرفين وتجنب البلاد كارثة حتمية تفضي بنا الى أحداث أسوأ من أحداث "السابع من أيار" .
03-11-2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق