الخميس، 16 ديسمبر 2010

شريط في معرض بيروت للكتاب قبيل اقفال الابواب

سوزان سرور هيكل من بيروت

في السويعات الاخيرة قبيل اقفال معرض بيروت الدولي للكتاب جال موقع شريط بين
الحضور، وكان لافتا، وبسبب ارتباط الثقافة بالسياسة، ان نصادف عدد كبير من اهل السياسة، رئيس حزب اللبنانيين الجدد ايلي المعلوف الذي أثبت وجوده كشاعر عبر امضائه ديوانه الرابع "بيروت أنثى عشقتها" قال لشريط أن تواجده في المعرض هو لاضفاء صورة عن اهتمام الحزب بالأمور الثقافية اضافة الى الامور السياسية. فالسياسية من دون ثقافة تصبح فوضى وغوغاء. وان كان السياسيون في الوطن هم من غير المثقفين فما هي الصورة التي سيعطونها عن البلد وأهله. وأضاف أن في الثقافة المفتاح لبناء الوطن الحر من قيود معظم العقد في الحياة.





وأشار السيد المعلوف أنه رغم غربته "قالبا" عن الوطن فان "قلبه" ظل يتخايل في حناياه مدة 20 سنة حتى يومنا هذا, وبالتالي بعده عن بيروت لم يمنعه من التغزّل بها وعمله على رئاسة حزب اللبنانيين الجدد السياسي الذي ينتمي اليه هو أكبر دليل على تعلقّه بالوطن. أما عن موضوع المرأة فيقول أنه مناهض لحقوق المرأة وهي التي تنتج وتربي وتعطي الحياة وأن وجود المرأة في حياته له أهمية قسوى أسوة بأهميتها في المجتمع ككائن ناشط ومميز. وهو أصرّ أن يأتي من السويد للمشاركة في معرض بيروت الدولي لأنه يمثّل العالم العربي أجمع من حيث قيمته خاصة على الصعيد اللبناني. وأنهى حديثه بأن الحرف ما زال بسلام وأمان وهو كغيره من الشعراء يكمل رسالة عشقه لبيروت والتغزل بها.





أما من ناحية أخرى فقد صادف شريط وجود الطبيب المختص في الأمراض السرطانية والقيادي الناشط في حزب القوات اللبنانية الدكتور مازن مفرج الذي قال أن المعرض ممتاز وناجح بشكل عام ولكن ينقصه بعض التنظيم نظرا لم كان يكون عليه التنظيم في السنوات السابقة. وأضاف أن بيروت هي عاصمة الفكر والثقافة بامتياز فمنها انطلق الحرف ونشر في العالم أجمع. وأيضا قال أن وهج بيروت يسترجع سنة بعد سنة من خلال الثقافة والمعارض التي تنشر هذه الثقافة وتؤكد على أنَ قوة الحرف تغلّبت على لغة الحرب اليوم خاصة عبر هذاالمنبر فالناس أتوا ليغرفوا من بحور الشعر والأدب والثقافة بدل الهذيان في متاهات السياسة والفتنة الطائفية.

وأضاف أن ما لفته في هذاالمعرض هو طغيان الطابع الإسلامي على الكتب عامة مع تواجد متواضع لبعض الكتب المسيحيّة. وطرح عدَة تساؤلات منها ما المقصود بذلك, أهو تغييب متعمّد؟ أم غياب مبرّر للمراجع الدينيّة المسيحيّة؟ ومن هذا المنطلق، ما هي الفكرة التي سيكوّنها زوار المعرض؟ ثم أضاف أننا كفريق 14 آذار نسعى دوما الى التعايش المسيحي الإسلامي تحت سماء وطن واحد اسمه لبنان لذلك تحالفاتنا استراتيجية بعيدة المدى وليست تحالفات ظرفيّة. كل ذلك بغرض العيش في وطن " الرسالة" رسالة العيش المشترك. وبيروت هي كما غنَتها الماجدة "ست الدنيا" كلها.

ولم يخل المعرض من الوجوه الاعلامية فكان لنا حديث والاعلامي معدّ ومقدم البرامج في اذاعة الشرق وفي بعض قنوات التلفزة كالنايشونال برودكاستينغ نتوورك والart السيد هادي الجبالي الذي قال :"اود بداية ان اتوجه بالاحترام والتقدير للنادي الثقافي العربي واتحاد الناشرين لاختيارهم ان تكون الدورة ال 54 هي دورة فلسطين فكانت لفتة متواضعة لكن مهمة جدا من المنظمين باتجاه هذا الوطن المسلوب وهذا الشعب الصامد .

ومن ناحية اخرى فان المعرض بات فسحة ادبية وتظاهرة ثقافية وحدثا ينتظره اللبنانيون من كافة الفئات العمرية بهدف متابعة كل ماهو جديد في عالم الكتب والمنشورات كما يسجل للمعرض انه ساهم ويساهم بشكل او بآخر بالتحفيز على المطالعة والقراءة وخاصة للجيل الجديد العازف عنها كما ان اهميته الاضافية تكمن في انه بات موقعا اساسيا لدور النشر لتعريف الناس واطلاعهم على الاصدارات الجديدة من الكتب والمطبوعات والمنشورات وباصحابها الذين باتوا ينتظرون هذه المناسبة لاطلاق نتاجهم الفكري والتلاقي مع القراء .





وكاعلامي فقد لفتني هذا العام الكم الهائل من الدعوات التي تلقيتها لمواكبة ومتابعة حفلات توقيع الاصدارات الجديدة والتي كما يقال ان عددها زاد عن 300 ولكن الافت ايضا هو العدد المتنامي للكتاب الشباب ومنهم من ينطلق بتجربته الاولى ويقدم اصداره الاول وتلك بشرى خير تنبئ بان الجيل الجديد يهتم بالقراءة والكتابة عكس مايشاع بانه عازف عنها وان كان من امر اود التوقف عنده ايضا فهو فكرة اقامة العديد من الندوات على هامش المعرض والتي من خلال متابعتي اجد انها شكلت منذ انطلاقتها القريبة وحتى اليوم مكانا ملائما للنقاش بين المفكرين والادباء العرب الامر الذي لابد ان يساهم في اغناء التنوع الفكري لصالح الثقافة العربية .

وفي النهاية اضيف بان معرض بيروت العربي الدولي للكتاب مازال يعكس الجو الثقافي الحر والديمقراطي والحضاري بحيث ان كل الاراء وكل الافكار مازالت تجتمع تحت سقفه وعلى رفوفه فليس هناك منع ولا قمع للراي ولا للفكر ولا للكلمة فحرية التعبير مكفولة للجميع فانت في بيروت المدينة التي كانت وما زالت وستبقى نقطة الضوء الساطعة في دنيا الثقافة العربية ."
أما المراسلة في اذاعة لبنان والصحافية في جريدة الأمن الآنسة راغدة الحلبي فقالت كونها صحفية وقد غطَت النشاط منذ بدايته أنها ترى أن المعرض يحتوي على كتب كثيرة قيّمة ولكن المعرض الحالي فيه تكرار لمعرض السنة الماضية, اذ لا جديد فيه يطمح الزائر لرؤيته وقد يكون هذا هو السبب الذي يعود اليه قلة الاقبال في هذه السنة. أما عن نهار الأفتتاح فقد أتى معظم الشخصيات المهمة وهذا الأمر كان متوقعا ولكن أصحاب دور النشر كانوا غير مرحبين بالتنظيم العشوائي للمعرض وأن بعض الدور عرفت مواقعها قبل ثلاثة أيام فقط من المعرض. وتضيف أنه يجدر على الدولة أن تهتم بتسعيرة الكتب. فكيف يمكن لكتاب السفير السعودي أن يسعَر بمبلغ ضئيل نسبيا بينما في المقابل كتب أخرى لا تضاهيه نوعية تثمَن بأغلى؟

وأخيرا أضافت الاعلامية الحلبي أن مسألة تنظيم السير شكا منها الكثيرون أيضا كما أنه يجدر على من يبغى تنظيم معارض للثقافة أن لا يفرض تسعيرة على المواقف بحيث أنه من المفترض تشجيع الثقافة وليس السعي وراءالربح منها. فكفى سرقة ونهب من الناس وأين هم المسؤولين من كل ذلك؟



16-12-2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق