السبت، 18 ديسمبر 2010

"شريط" يرصد ردود الفعل حول فيلم " كلاب محمد"

ان هدف هذه المقابلة هو للتأكيد على رغبتنا بالعيش المشترك.. ليست المقابلة للحض على الفتنة ولا لتزكيتها انما لدعم فكرة اننا كلنا أبناء الله .. وأننا نسعى الى العيش معا رغم المهاترات الطائفية الني يفرضها من تدعم الفتنة مصالحه.
سوزان

حاورته سوزان سرور هيكل

ردا على الفيلم الذي بثه موقع يو تيوب والذي قام بانتاجه القمص مرقص عزيز راعي كنيسة العذراء المعلقة والذي يسئ إلى الإسلام ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم بعنوان "كلاب محمد" والمتضمن إساءة بالغة إلى الإسلام والمسلمين ويصورهم على أنهم إرهابيون متعطشون إلى الدماء ويقدمه منتجه على أنه هدية للمسلمين والعالم أجمع في مطلع العام الجديد، قال الشيخ محمد الشيخ – من العراق الناصرية – لموقع شريط أنّ الحوار بين الإسلام والمسيحيين قديم بقدم وجودهم ولم يأخذ يوما هذا الطابع السيئ الذي يتعامى به البعض, فهو حوار فكري عميق لكونهم ينطلقون من الامتداد الإلهي. في المسيحية يدعون إلى الله ويم القيام وكذلك المسلمين ولكن هناك فرق في المنهج الذي يتعاطى به كل منهم والديانة.

بالفيديو: "كلاب محمد"...فيلم مسيحي يؤجج نار الفتنة الطائفية فى مصر



فالتبشير المسيحي هو في العقيدة المسيحية وهو دعوة إلى الله عزَ اسمه وجلّ. أما المسلمين فهم في التبليغ الإسلامي يدعون إلى الله فإذن المحور هو "الله" عزَ وجلَ. وقد تعايش الاسلام والمسيحيون على هذه الأرض منذ نشأتهم عليها وقد تعامل النبي محمد عليه السلام مع المسيحيين على أنهم أهل كتاب محترمون, وكان يحاورهم ويناقشهم على ما يؤمنون به ولم يقاتلهم يوما ولم يذكر لنا التاريخ ذلك. على خلاف موضوع اليهود الذين كانوا يشاركون مع مشرك قريش بالتآمر ضد المسلمين.

ويتابع الشيخ في حديثه لشريط ان التاريخ حدثنا عن الحروب الصليبية التي قامت باسم الدين ولكنها كانت بعيدة في الحقيقة عن المبدأ الديني بل كانت على أساس أطماع من قبل الملوك والسلاطين, وانَ المسلمين والمسيحيين كانوا قد قاتلوا جنبا إلى جنب في هذه الحرب ضد الملك ريتشارد وغيره من الملوك والجيوش مع العلم أن هولاء كانوا يرفعون الصليب الذي هو علامة للمسحيين ولذلك وضعت تلك الحرب تحت راية الحرب الصليبية. أما اليوم نجد أن الفتنة التي يريدونها بين أبناء مصر هي لمصلحة الآخرين مدعين بها الدين, ومن يقوم بها ليسوا فعلا متدينين. أما إذا وجد في كلا الفريقين احد يظن نفسه متدين فانه لا بد أن يكون في حالة من اثنين: إما مغلوب على أمره أو انه مغفل لا مؤمن, سواء كان مسيحي أو مسلم.

إن المسيحي ملتزم بكلام سيدنا عيسى عليه السلام (من ضربك احد على خدك الأيمن فادر له الاخر) والمسلم يلتزم بكلام النبي (لاضرر ولا ضرار) ووصايا الأنبياء كثيرة في هذه الجوانب التي تأمرنا بالرفق واحترام الآخر وعدم أذيته. وهنا لابد أن استذكر القرآن الكريم ((قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيء ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله)) فيتحرك الجميع لمواجهة المادية الملحدة والشرك العبادي عند الآخرين. ولكن ليس بطريقة العنف بحيث أن العنف لا يولد إلا العنف. ان على طريقة ( لا أكراه بالدين ) وطريقة ( إنا و إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين ) كما طريقة (هذه سبيلي ادعوا الله أنا ومن اتبعني سبحان الله وما أنا من المشركين ) يجب أن نعمل.

ويوجه كلامه للجميع قائلا إننا بأمس الحاجة لرصّ الصف الإنساني المعتدل ورفعه عن الجهل والابتعاد عن لغة منطق القوه بل جذبه الى قوة المنطق. إننا نعيش في دائرة النزاع الدائم بين أبناء البلد الواحد والأعداء يعملون ويطورون أنفسهم وتقنياتهم بعدما خرجوا من هذا القمقم الذي يحكم بالمباديء الحسنة. هم لم يخرجوا عن دينهم فحسب بل خرجوا لتفعيل هذه النزاعات. لماذا ظهرت اذن هذه النزاعات في الأيام والسنوات الاخيره؟ هل كان هناك أسباب أم بمحض الصدفة كما يقولون؟

إننا نشعر ومن خلال تتبعنا للأساليب التي يتعامل بها الأعداء أنهم يدفعون الأموال من اجل إشغالنا بهذه الأمور الجزئية التي يمكن أن تناقش بطرق هادئة, سلمية وعلميه وليس بطريقة الاساءة للنبي عيسى أو الأنبياء كلهم سواء. وأضيف أنه بطبيعة الحال لا يمكن لأي مسلم حسب تعاليم الدين الاسلامي أن يسب السيد المسيح لكونه نبي من الأنبياء ونحن لا نفّرق بين الأنبياء أصلا وأود أن لا اصدّق عندما اسمع أو أرى أن أي إنسان يدَعي انه مسيحي ويفعل هكذا أمور من رسوم أو سب أو كلام مسيء.

وبالتالي فاني اعتقد أن دوافعه لا تمت إلى المسيحيه بشيء فالمسيحية دين المحبة والتسامح والاحترام وإن كان تصرف البعض هكذا فان هذا لا يعني أنه ينتمي إلى تعاليم الدين المسيحي عامة وهو أمر لم نسمعه عن لسان أي من اخواننا رجال الدين المسيحيين. بل وان بعض المسيحيين كتبوا عن أبطال في الإسلام بكل محبة واحترام كبول سلامة وجورج جرداق وغيرهم. فهم في كتاباتهم تكلموا عن بطل الإسلام علي بن أبي طالب عليه السلام وغيره دون التعرّض للأمور التي تفتح ابواب الفتنة والتي لا تخدم الفريقين.

اليوم يدعي الكل انهم يعملون لأجل الله ويدعون أنهم عقلاء القوم ولكنهم هم الذين يشعلون هذه الفتنه, والغايات يعرفونها اصحاب الميدان انفسهم لذلك على أخواننا داخل مصر ان يتعاونوا كما كانوا يفعلون من قبل فان بالتعاون من اجل الوحدة والانفتاح واجب وهي مهمة رجال الدين من الفريقين قبل الكل لكونهم اهم الممثلين للفريقين. ويجدر بهم قول كلمتهم بكل صراحه ووضوح وأن لا يجعلوا لهذه الفتنه مكان اذ انها اذا ما استمرت في الانتشار لسوف تحرق الاخضر واليابس ولن تترك لوجود العيش المشترك من مكان.


18-12-2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق