سوزان سرور هيكل من بيروت
جال موقع شريط الالكتروني في معرض بيروت الدولي للكتاب بغية الاستطلاع على آخر مستجدات هذا الحدث السنوي الذي يجمع ولا يفرق من خلال الحرف والكلمة والمعرفة. والتقينا عددا من الشخصيات المهمة في المجتمع اللبناني على كل الأصعدة, الثقافية منها, الدينية, والاجتماعية. أشادوا كلهم بدور العلم ودور لبنان في حمل راية الكلمة والثقافة ونشرهما عبر الأزمان.
من لبنان انطلق الحرف في الماضي ومنه ما زال الحرف يسطع ويشرق ويتألق وأكبر دليل على ذلك هو الكم الهائل لدور النشر العربية التي طغت على المعرض. وبينما كان بعضهم متفائلا وفرحا لم يقدمه المعرض جاء البعض الآخر برأي يحمل بعض الانتقادات والمطالبات الهادفة لتحسين نوعية المعرض من حيث التنظيم مثلا.
لذلك اهتم شريط بنقل كل هذه الأفكار بطريقة تجمع كل أقطاب الفكر ومن كل المجالات الاجتماعية ونبدأ بحديث خاص حظي به شريط من سماحة السيد هاني الفحص الذي أثنى على المعرض بوصفه أنه واحة في صحراء اليوميات العربية. هو مكان ينبع منه الأمل اذ منه يمكننا غرف الثقافة والمعرفة. فالثقافة والمعرفة هما فاعلان أساسيان أمام االبؤس السائد وذلك عبر الاصرار على نشر المعرفة من خلال الكتاب وطبعا شراءه وقراءته.
وأضاف, ان الشرخ بين أبناء العائلة الواحدة في تزايد فكيف هو الحال اذا بين أبناء المجتمع؟ المعرض اذا هو مناسبة للقاء الأفكار حيث يستأنف الحوار المتمدن بعيدا عن الانقسام السياسي الذي يؤثر طبعا على الثقافة والعلاقات الاجتماعية بين أبناء المجتمع الواحد على الأقل. وأوضح سماحة الشيخ الفحص أنه من هنا, من هكذا عمل ثقافي يعاد تشغيل أجهزة المناعة في وجه التخلّف والجهل والاستبداد.
ولم يستطع شريط أن يستثني من هكذا مقابلة أن تسأل سماحة الشيخ عن رأيه في الوضع السياسي السائد في لبنان حاليا, وعن التعايش الاسلامي المسيحي في ظل الظروف الراهنة في البلد فأجاب أن الانقسام السياسي في البلد كبير جدا وعميق وأن العلم ضرورة ففيه الحل. وأضاف أنَ المسألة الثقافية لها أثر أكيد على هذا التخلّف الذي تفرضه السياسة في الوطن ولكن رغم أثرها البطيء الا أنها الفاعل الأول في التغيير. وأشار سماحة السيد هاني الفحص أنه من خلال هذا المعرض ومن خلال الكتاب يبدأ العلاج في الشأن السياسي العميق.
أما عن رأيه في التعايش الاسلامي المسيحي فأوضح أن درجة الخوف من هذا الانقسام قد ازدادت بين الناس وخاصة في الآونة الأخيرة وأضاف أنه وحسب رأيه الخاص أن المجتمع يرى دائما مصلحته من خلال العيش المشترك خاصة عندما يحصل التشويش عليه. فمصدر الجمال داخل المجتمع الواحد هو في العيش المشترك وهو ضرورة لا بد منها من أجل بناء وطن أفضل. وختم سماحة الشيخ هاني الفحص حديثه بقوله أن لبنان غارق في عتمة كبيرة ولمن مصادر الضوء فيه لم تختنق بعد وفي هذا المعرض هو أكبر دليل ذلك.
ومن الشخصيات الفنية أسرَ شريط لقاء الممثل القدير عمر ميقاتي الذي أثنى على المعرض قائلا أنه متنوع ويمكننا ايجاد فيه كل ما يمكننا نسبه الى الفكر العالمي ففيه ترجمات لكتابات عالمية وشعر وكتابات متنوعة. وأضاف بوصفها أنها رياحين وزهور من الأفكار حيث يتغنى فيها الشعراء والكتاب وأيضا هم يغنون التراث اللبناني. وأضاف أنه عبر القراءة يتعرَف القاريء على الكاتب من خلال كتاباته فاما يسحر القاريء ويؤخذ الى عوالم تسّره أو قد لا تنسجم توقعات القاريء وفكر الكاتب. وتابع أنَ حالة "الأنا" لدى الناس لها أهمية كبرى في قراءة الآخر من حيث أن انسجام الآخر مع الأنا يولد نتاج فكري يعود على محيط القاريء بايجابيات أخلاقية وانسانية.
وسألناه عن كيفية تعاطيه بالشأن السياسي عبر اختياره للأدوار التي يقدمها فأجاب أنه كان في السابق يختار أدواره بنفسه أما اليوم فأدواره هي التي تفرض نفسها عليه وبالتالي هي أدوار تملؤها المواقف الأخلاقية ويجدر أن تكون عبرة للسياسيين وأضاف أنه من خلال أدواره التي سيظهر بها لاحقا عبر مسلسلي "الهروب" كتابة كلوديا مارشيليان و"سيناريو" كتابة مهى بيرقدار الخال والتي سيجسد من خلالها دور الأب الذي يسعى دوما الى خلق جو من الألفة والمساعدة اللازمة بهدف استمرار ترابط العائلة يجدر على السياسيين أن يحتكموا عليها وهي تعنى مباشرة بالشق الأخلاقي والاداري في المؤسسات الحياتية. ووعدنا بالمزيد من المسلسلات التي يحضّر لها وستعرض بالتوالي على التلفزيونات كما وأنه يشارك الآن في مسرح تربوي جوَال يقدّمه والسيدة وفاء طربية, ايلي نجم وناتالي قزح وهو قام بدوره بهذا العمل من احساسه بالواجب الانساني تجاه الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين ال 10 وال12 سنة.
16-12-2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق