الأحد، 12 ديسمبر 2010

البتول الدباغ لشريط: الشعر ينبع مني كإنسانة أولا وكأنثى ثانيا

سوزان سرور هيكل من بيروت


" المرأة وجدت على الأرض رحمة...فهي منبع الحب... العطف والود"، هكذا همست البتول الدباغ عندما خط قلمها "همس الحروف" مولودها الشعري الأول الذي شاركت به في معرض الرياض الدولي العام الماضي. ولم تكتف تلك الآتية من البلد الذي اختاره الله ليضع بيته فيه "مكة المكرمة" بديوان واحد, بل توجت مجموعتها بديوانها الجديد " نبض الحياة" الذي شاركت فيه بمعرض بيروت الدولي الرابع والخمسين للكتاب حيث كان لنا شرف اللقاء بها والتفرّد بهذا الحديث معها.




استهللنا بداية الحديث عن واقع المرأة السعودية في الشعر فقالت البتول أن المرأة السعودية ما زالت في بدايات الطريق في مضمار الشعر وإن كانت قد أثبتت نفسها على جميع الأصعدة الأخرى الا أنها لم تستثن مجال الأدب وأن المرأة الأديبة لها إسهاماتها بالرأي والإنتاج والتواجد في المجتمع السعودي وبالتالي أثبتت المرأة السعودية عن وضعها الثقافي العالي المستوى.

ثم سألناها كيف أطلقت شرارة الكتابة في نفسها منذ البداية فأجابت الشاعرة أن التأثير الأكبر نبع من داخلها كانسانة أولا وكأنثى ثانيا فهي وجدت في الشعر متنفس لها وفي قلمها راحة الى حد ما ومدادا للألم. أما بالنسبة الى مسيرتها الحافلة بالكتابات قالت الشاعرة أنها بالاضافة الى دواوينها الاثنين كتبت ثلاث قصص صغيرة وهي بذلك تحاول أن تقدم شيئا مميزا لأسرتها ولبلدها وهي تبغى الافادة قبل الاستفادة اذ أنها تؤمن أن لكل انسان رسالة في هذه الحياة.





أما عن واقع الشعر عامة في هذا العصر الحديث قالت الشاعرة الدباغ أن الشعر لا يرتبط بزمن معين انما هو مرتبط بالمشاعر والأحساسيس .. فلغة الحوار هي التي دائما ما تختلف والناس بحاجة للتعديل في لغة الحوار الحالية لأن زمننا أصبح الإعلان فيه عن المشاعر يتم بشكل فاضح ودنيوي للغاية فيا ليتنا نسعى جميعنا لنرقي الحرف الذي فيه تميزنا كحضاريين وهذا ما تسعى اليه دائما كونها شاعرة وروائية, البحث الدائم عن الرقي في معنى الحب والسمو في الكلمة الأنيقة.

وهنا سألنا الشاعرة البتول ان كان قلمها يخضع لتدقيق العقل قبل الكتابة خوفا من حكم الآخرين عليها كونها امرأة عربية في بلد عربي محافظ خاصة وأن في الكتابة هي تعبّر عن مشاعرها جهارا فحدَثت أنها بشكل عام تحكّم العقل فعلا قبل الكتابة رغم أنها انسانة عاطفية جدا وذلك بهدف ايصال رسالة حب راق وسام وبالتالي هي في حالة بحث دائم للسمو بالحرف وهي نفت أن يكون في ذلك كبت للمشاعر أو للأفكار انما هو تفكير من نوع آخر هو برأيها تعبير عن المشاعر بالطريقة الراقية والأنيقة.

فالعالم يسعى إلى هبوط الأحرف لمستوى جامح يحيي الغرائز بينما هي تسعى إلى التوصل للرقي في المعاني و المشاعر التي أوجدها الخالق و تبنى عليها الحياة فالحب شئ جميل و نقي فلم لا نبرزه بصورته الراقية؟ وأضافت أنها تجد في الحرف امكانية لبناء أمم أو هدمها.





وعن نفحة الحزن التي تسيطر على قصائدها قالت أنه أحيانا قد لا يفهمنا الآخرين وأحيانا يعجز القلم عن التعبير فيساء الفهم وهنا يحدث الألم وهذا الألم يصيب خاصة ذوي النفوس المرهفة و الحساسة وأنا أعتبر نفسي من هؤلاء القوم. وفي الحديث عن الحب قالت أن الحب الحقيقي ليس موجود بالمعنى الذي تسعى هي اليه في هذه الحياة, وتعيل ذلك الى أنه لربما لا يوجد هكذا حب الا بالخيال فقط.

أما بالنسبة للدور الذي يقوم به وزير الاعلام والثقافة عبد العزيز خوجة لدعم الثقافة بشكل عام والمرأة بشكل خاص فقالت أنه يسعى جاهدا لدعم الثقافة بشتى الطرق ولدعم الشباب خاصة في هذا المجال وأن دواوينها لم تطبع الا بعد أخذ تصريح لها من وزارة الثقافة والاعلام وقد عرض كتابها الأول في معرض الكتاب الدولي في الرياض العام الماضي وسيعرض الديوان الثاني في المعرض نفسه لهذا العام. وبالتالي فان دواوينها مصرح بها في السعودية مما يؤكد تعاون الدولة في تطويع الفكر النسائي ودعمه. وهنا يجدر بنا الذكر الى أن للشاعرة البتول الاصدارات التالية:


الديوان الأول "همس الحروف"، والديوان الثاني "نبض الحياة" ، قصة بعنوان أسراب الأرواح، وقصة بعنوان حلم ، بالاضافة الى قصة بعنوان خواطر كما ولها العديد من المساهمات والكتابات الإجتماعية .

والملفت أيضا أن الشاعرة البتول هي سيدة اجتماعية من الطراز الأول فهي لديها ماجيستير تربية من جامعة ميشيغان وهي كانت مديرة الاشراف التربوي المهني على مستوى المملكة السعودية كما أنها كانت رئيسة الهيئة الاستشارية النسائية بوزارة التربية والتعليم ورئيسة قسم التربية الاجتماعية. وهي محاضر في جامعة الملك سعود وعضو ناشط في جمعيات عَدة. وبالتالي فقد أثبتت المرأة عبر هذه المرأة تحديدا أنها رغم كونها من الجنس اللطيف والعاطفي أيضا الا أن ذلك لا يمنعها من التألق والمساهمة في بناء أجيال أفضل من حيث الثقافة والأخلاق في الابداع.




12-12-2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق