السبت، 11 ديسمبر 2010

"الجنرال الأبيض" يقتحم لبنان ليبرد القلوب قبل الأعياد.

سوزان سرور هيكل من بيروت


مع فشل الافرقاء السياسيين في لبنان باحتواء الحماوة السياسية كان لا بد من تدخل الهي يبرد القلوب ويوجه الانظار بعيدا عن هذا التوتر المستعر في البلد. وبعد انحسار المطر لفترة طويلة وانتشار الحرائق في معظم الأراضي اللبنانية جاءت العاصفة المنتظرة لا لتخفف أعباء النيران المستعرة فقط انما لتروي عطش المزارعين الذين يبست محاصيلهم وجفَت آبار مياههم. ولكن ما يخشاه اللبنانيون في كل موسم شتاء حصل. فهم استفاقوا اليوم على عاصفة هوجاء ضربت جميع المناطق اللبنانية مصحوبة بأمطار غزيرة ورياح تصل سرعتها في بعض المناطق الى المئة كيلومتر في الساعة، مخلفة اضرارا مادية كبيرة.





فالطرقات شبه مقطوعة من الدورة باتجاه بعبدا وخاصة قرب "الفوروم رو بيروت" وذلك بسبب الأمطار الغزيرة التي حولت الطريق الى بركة مياه، وفي شارع بدارو بقلب أدَى انقلاب شجرة بفعل قوَة الرياح الى اغلاق الطريق وشل حركة السير قرب كنيسة قلب يسوع.


أما الأتوستراد الساحلي من بيروت الى يسوع الملك فهو يشهد زحمة سير خانقة خاصة عند مفترق زوق مصبح وذلك بسبب شدَة الأمطار. وفي محلة كركول الدروز سقط عمود ضخم للارسال تابع لاذاعة الشرق مما ادى الى اضرار جسيمة في احدى الغرف السكنية حيث حوصر فيها عدد من الاشخاص وعمل رجال فوج الاطفاء على اخراجهم. ولم تسلم السيارات المتوقفة في القرب من جراء وقوعه.

كما اقتلعت العاصفة اشجارا معمرة في شارعي سرسق وسامي الصلح وطريق الشام ومنطقة البربير، وأدى ذلك الى انقطاع الطرقات وما زالت السلطات تعمل على تقطيع هذه الاشجار لاعادة فتح الطريق. ومن أهم تداعيات هذه العاصفة هو سقوط عدد من اللوحات الاعلانية المنتشرة على طول الخط الساحلي من الدورة الى الكازينو وطبرجا.

أما في البقاع الشمالي ومنطقة الهرمل فقد أدَى هطول الامطار الغزيرة والرياح القوية الى اقتلاع اشجار معمرة والتسبب بأضرار في السيارات المحاذية لها. فيما تحولت شوارع الهرمل وساحة السراي الى برك كبيرة نتيجة عدم التحضّر لهكذا عاصفة واهمال فتح الأقنية والمجاري.


كما ولم تسلم مناطق الجنوب من هذه العاصفة كمعظم المناطق اللبنانية اذ أدى اشتداج العاصفة الى تقطّع بعض كابلات الكهرباء والهاتف والانترنت خاصة في منطقة إقليم الخروب، وقد سارعت فرق الصيانة التابعة لمؤسسة "كهرباء لبنان" الى سحب الكابلات الكبيرة عن الطرق لتسهيل عملية السير للمواطنين. هذا وقد غمرت معظم الطرق الجبلية بالنفايات والاتربة والحجارة المتهاوية من المرتفعات.


وفي الشمال اللبناني خلَفت العاصفة اضرارا في المزروعات والاشجار الحرجية ومواسم الحمضيات كما وأنَ سرعة الرياح أدَت الى تحطيم لوحات اعلانية عدَة واقتلاع اشجار الكينا المعمرة على طريق التل المؤدية العبودية مما ادى الى انقطاع الطريق الدولية فسارع الاهالي على سحب الاغصان وفتح الطريق. وقبل أن تهدأ العاصفة للبدء بمسح الأضرار سارع اللبنانيون كعادتهم للشكوى فناشدوا المسؤولين المعنيين مسح الاضرار الزراعية والتعويض عليهم. هذا وقد طالب رئيس اللقاء الاقتصادي في عكار خالد سعيد الحايك الوزارات المختصة ووزارة الزراعة والهيئة العليا للاغاثة ب"التعويض على المزارعين وخصوصا مزارعي الحمضيات والبيوت البلاستيكية" مشددا على "ضرورة دعم المزارعين ومدهم بالمساعدات للاستمرار في العمل بأرضهم".

وفي مطار بيروت ادت العاصفة التي يشهدها لبنان منذ مساء امس مصاحبة بسرعة رياح شديدة الى تضرر طائرتي تدريب وتحطمهما بالكامل بينما كانتا متوقفتين في احدى ساحات المطار، عند العاشرة و45 دقيقة من قبل ظهر اليوم. بعدما دفعتهما الرياح من مكانهما فانقلبت الأولى على ظهره واصطدمت الثانية بعامود انارة ولكن الاضرار اقتصرت على الماديات فقط من دون حدوث اي اصابات بشرية.

ومن توقعات مصلحة الأرصاد الجوية في لبنان أن تستمر العاصفة على البلاد وبالتالي يكون الطقس غائما غدا وماطرا مصحوبا بعواصف رعدية متفرقة ويستمر الانخفاض بدرجات الحرارة. ويتوقع تساقط الثلوج ابتداءا من ارتفاع 1300متر فوق الجبال وخاصة الشمالية منها وذلك خلال ليل الأحد\ الاثنين. و تضيف مصلحة الأرصاد الجوية الى أن الحرارة قد تصل على الساحل من 9 الى 22 درجة، وفوق الجبال من واحد الى 12 درجة، أما في الداخل فقد تتراوح من 5 الى 18 درجة. وفي الداخل تتراوح درجة الحرارة اليوم على الساحل من 9 الى 22 درجة، وفوق الجبال من صفر الى 12 درجة، أما في الداخل فهي بين 4 و 15 درجة، والرياح السطحية هي جنوبية غربية ناشطة تصل سرعتها بين 30 و 45 كيلومترا في الساعة وتشتد احيانا لتقارب 100 كيلومترا في الساعة.



11-12-2010

هناك تعليق واحد: