الثلاثاء، 7 ديسمبر 2010

تسونامي ويكيليكس تصيب لبنان وتزيد سياسته تعقيدا

سوزان سرور هيكل من بيروت


تسونامي من الأزمات يهز الكيان اللبناني، سيل من الاتهامات السياسية والتناقضات يرزح تحته لبنان قبيل نهاية هذه السنة، ومما زاد الامور تعقيدا في الايام الماضية ما تم فضحه من كواليس سياسية باشراف وتصميم من صاحب موقع ويكيليكس الالكتروني الذي يواصل كشف وثائق ديبلوماسية أميركية بالغة السرية والخطورة مما استدعى واشنطن الى استعمال كل الوسائل المتاحة لها لتوقيف مؤسس هذا الموقع جوليان أسانج باعتباره "خائنًا" او حتى "ارهابيا".



وكانت حصة لبنان من وثائق ويكيليكس الجديدة التي فاقت الربع مليون وثيقة، حوالي 3000 وثيقة سرية تحمل جميعها بين طياتها أسرارا هامة تتعلق بلبنان وبخفايا كواليسه السياسية التي كانت سائدة منذ سنوات. هذا الأمر زكىَ سعير الحيرة في "القلب" اللبناني اذ أن الرأي العام الداخلي فيه انقسم بين نفي من بعض الجهات اللبنانية السياسية لصحة هذه المعلومات وبين تأكيد خجول على صدقيتها من البعض الآخر فظهر لبنان كما هو جلي حتى الآن على أنه البلد الوحيد الذي يرفض وينقض وينتقد هذه الوثائق المسرَبة.

وفي بيان يشرح وجهة حزب الله من هذه التسريبات جاء أنَ الحزب يرى بأنها خطة أميريكية جديدة تسعى لفرض السيطرة على لبنان خاصة بعدما فضحت طريقة نقل الحزب للأسلحة الايرانية الى لبنان عبر سوريا. هذا وقد أكدت صحيفة ال"غارديان" البريطانية أن "طائرات التجسس الأميركية كانت تنطلق من قاعدة آكروتيري التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني في قبرص لجمع معلومات استخباراتية وتمريرها إلى السلطات اللبنانية لمساعدتها على تعقّب مقاتلي حزب الله"، في عملية سرية أسموها عملية "مسح الأرز"".

أما التيار المقابل لحزب الله فقد رفض جملة وتفصيلا هذه الوثائق واعتبر أنها تحليلات لا قيمة لها اذ انها لو صحَت ستزيد الأمور تعقيدا خاصة وأن معظمها يتعلق بالقضاء على حزب الله والحد من قوته في لبنان. ومن أهم هذه الفضائح المسربة ما جاء عن دعوة وزير الدفاع اللبناني الياس المر لاسرائيل لتتمكن من هزيمة حزب الله بحيث أنه طلب في لقائه مع الامريكيين معلومات محددة عن المدة التي يمكن ان يستغرقها الاسرائيليون في حربهم التي تهدف للقضاء على حزب الله حتى يتمكن من تخزين المؤن للقوات العسكرية في الجنوب.
كما أكد المر على ان هدفه الا ينخرط الجيش اللبناني في اي حرب بين اسرائيل وحزب الله، وأنه كان قد شدّد في حرب تموز ال2006 على قائد الجيش اللبناني السابق ـ رئيس الجمهورية الحالي ميشيل سليمان ـ ان يبقي الجيش بعيدا عن القتال في "حال اندلعت الحرب".

ولكن في المقابل التزم اللاعب الوسطي الكثير التقلبات في الانتماء "الصمت". هو الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي لم يعلّق على أي من هذه التسريبات خصوصا وان احداها تنقل عن لسانه كلاما فحواه بانه مرتاح الى اغتيال القيادي في حزب الله عماد مغنية في سوريا. والملفت في الأمر هو - اي جنبلاط - كان قد حوَل انتماءه الى حزب الله وفريقه بعد أن كان معاديا لهم منذ فترة قصيرة .


ومن آخر ما ورد من ردود الافعال عن هذه الوثائق - الفضيحة كان ما جاء على لسان نائب تيار المستقبل عقاب صقر الذي رأى في هذه التسريبات انها مجرد فرقعات اعلامية ولا تتعدى التحليل وأنها بعيدة كل البعد عن المنطق والمضمون.

بينما في المقابل اعتبر القيادي في "التيار الوطني الحر" رمزي كنج في حديث له نشر على قناة "العربية" ان وثائق "ويكيليكس" هي اخبار صحيحة ومسندة لافتا الى انه ما من سياسي في العالم نفى المعلومات مما يشكك في صدقية نكرار المسؤولين اللبنانيين بصحة هذه التسريبات.
وأضاف كنج أنه في ما يتعلق بالوثائق التي سربت عن الشخصيات اللبنانية، فهي تتضمن معلومات معروفة اذ أنه ما من فريق في لبنان الا ويملك بعض المعلومات عن الفريق الآخر مذكرا بانها لطالما أعلنت المعارضة معلومات سرية لديها تفض الفريق الاخر.
وبالتالي يقول كنج أن مضمون هذه الوثائق لا يشكل مفاجأة لفريق المعارضة بم أنه يملك مسبقا فكرة عنها.


05-12-2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق