الثلاثاء، 7 ديسمبر 2010

اللبنانيون يرتلون: عيد بأي حال عدت يا عيد

سوزان سرور هيكل من بيروت

تنشط الحركة التجارية في الاسواق اللبنانية وترتفع وتيرة الاقبال عليها تزامنا
مع عيدي الميلاد ورأس السنة فتزدحم بالمواطنين الذين يقصدونها لشراء هداياهم والثياب الجديدة وحاجياتهم الأخرى. ولكن بظل عدم الاستقرار السياسي السائد في البلد ونظرا للارتباط القوي بين حركة الاسواق ونشاطها وبين التوازن السياسي في البلاد يبدو أن الأعياد ستمضي من دون عيد.





تعود اللبنانيون في كل عيد على استثماره وكأنه فسحة للفرح ومساحة لنسيان الواقعين السياسي الأليم والاقتصادي المر. واعتبار العيد متنفس يهربون من خلاله ليخصوا ذواتهم ببعض التكريم والترفيه. وكما هو الحال دوما يختلف التعاطي والاهتمام بهذا العيد بين الفئات الاجتماعية وبلك يبدو العيد للبعض حملا وهمًا يثقل كواهلهم التي أنهكها الغلاء في هذه الأيام.

وبينما تتلألأ الزينة على أشجار الميلاد وتضيء الشوارع والساحات وشرفات المنازل بأجمل الأنوار، وتعم المظاهر الاحتفالية والفرح في المدن والقرى في لبنان ،لا بد وأن ينتظر الناس في زحمة السير الخانقة لساعات على مداخل المدن وضمن شوارع بيروت. والملفت هذه السنة وهو ما لا يحدث عادة في هذه الأوقات تلك الحسومات المستمرة في بعض المحلات التجارية والتي تتراوح بين الأربعين والخمسين بالمائة كحد أقصى على الثياب والأحذية وذلك لعدة أسباب أهمهما قلَة التهافت على الشراء بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية وأيضا حالة الطقس الصيفية المستمرة رغم اقتراب فصل الشتاء, الذي تعودنا عليه أن يستبق موعده في السنوات الأخيرة كما أن هذه الحالة الغير مسبوقة من الحر تؤخر أيضا شراء الثياب الشتوية التي أصبحت في الأسواق .

أما الألعاب والهدايا المماثلة فهي نوع آخر من الهموم لأن معظم الألعاب ذات النوعية الجيدة تأتي من البلاد الأوروبية التي بدورها تسيطرعلى أسعارها مع ارتفاع اليورو وهبوطه مما سمح للسوق الصينية باحتلال رفوف المحلات مع أسعار تعتبر وسطية وجودة تتباين بين المتوسطة والرديئة.

خلال فترة الأعياد هذه وخاصة الميلاد منها اعتاد اللبنانيون على أن يتشاركوا الفرحة واخوانهم وجيرانهم المسلمين مما يشكل في الواقع زينة من نوع آخر, زينة انسانية تفرح وتبهج القلوب. أوليس هذا ما تدعو اليه الديانات السماوية؟؟ ولكن رغم التطرف والتعصب اللذان يستفحلان بشعوب العالم يوما بعد يوم ورغم التخوف من استعار فتيل الطائفية في لبنان الا أن اللبنانيين ما زالوا محافظين على هذا التراث الجميل وهذا ما أكَدته أم بسام لشريط وهي تقول :" أم طوني جارتي منذ سنين, ولقد اعتدنا دوما على مشاركة الأعياد السيحية منها والمسلمة, فنحضر الأطباق سويا وتجتمع العائلتان في معظم الأحيان معا. وان هذه الولائم التي تجمعنا تحت راية العيد هي بكل بساطة احساس جميل فيه فرحة صادقة تعيد الحيوية لتمسكنا بايماننا بالتعايش الحضاري بين ابناء الطوائف المختلفة".

والجدير بالذكر أنه منذ ثلاث سنوات تبادر شركة سوليدير بتنظيم احتفالات عيدي الميلاد ورأس السنة في الوسط التجاري لبيروت. وذلك عبر تزيين الوسط واقامت النشاطات المتنوعة فيه كمهرجان التراتيل الدينية الذي حمل في السنة الماضية اسم "بيروت ترتل" وكانت قد أحييته عدَة جوقات مما جعل من هذا النشاط يأخذ طابع التقليد السنوي الذي يؤكد على دور وسط بيروت في التشجيع على التقاء جميع الأديان في بلد واحد اسمه لبنان.



02-12-2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق