الثلاثاء، 7 ديسمبر 2010

جو قديح لشريط: احاول فك عقدة الـ"أنا" عند اللبنانيين

حاورته سوزان سرور هيكل في بيروت


من هندسة الديكور الى هندسة سر البسمة على الوجوه تحوَلت اهتمامات الممثل الكوميدي جو قديح. فهو بعد أن يئس من الوضع اللبناني المتداعي قرر السفر الى خارج البلاد ولكن الصدفة لعبت دورها في حياته وحوَلت وجهة سفره الى داخل الوطن بدلا من خارجه. الصدفة هي نفسها التي جعلت دخوله الى عالم الفن والمسرح أمرا مفروغا منه. فأحب المسرح وبادله هذا الأخيرالاحترام فجعل منه جو قديح اليوم الذي ينتظر أعماله الاف المعجبين والمعجبات. يجد جو في المسرح متنفسا يخرج منه ضغوط الحياة التي تثقل روحه بالتساؤلات ومنبرا يعبر فيه عن رأيه الحر.





أطلَ جو قديح عبر مسرحيته "حياة الجغل صعبة" في مونولوج عبّر فيه عن حالة معيَنة في المجتمع اللبناني فكانت فكرته وأسلوب عرضها ثورية. ثم أكمل نضاله المسرحي بالجزء الثاني "الأشرفية" فتفرد بأدائه أكثر فأكثر. واليوم يتميز جو بأسلوبه عبر "أنا" المسرحية الجديدة التي يطل من خلالها بالجزء الثالث أو ما سماه بال"Trilogie" ليطرح مشكلة اجتماعية جديدة وهي "حب الذات" أي "الايغو" الذي يغزو المجتمع اللبناني بذلك يثبت مرة أخرى مدى تميّزه في العالم المسرحي رغم الموجة الفنية "الغوغائية" السائدة في البلد.


وفي التفاصيل يقول قديح في حديثه لموقع شريط في بيروت أن فكرة المسرحية أنطلقت من حديث قام به وصديق له. وفي سياق الحديث خطر له أن يضيء على عقدة "الأنا" التي يعاني منها معظم اللبنانيين وبما أن لكل انسان "الأنا" الخاصة به اكتفى بأن يمثل حالة من تلك الحالات الشائعة من الغرور وحب الذات.

لذلك نجد في مسرحيته البطل "أنا" أي الراوي يتحدث عن 5 حقبات من حياته وبالتالي تقسم المسرحية الى 5 مشاهد رئيسية .

في مقدمة المسرحية يصف "أنا" الجمهور الذي يمثله ثم يتحدث عن نفسه وعن العلاقة أو الشبه الذي يربطه بالجمهور أمامه.

في الفقرة الثانية يتحدث "أنا" عن طفولته وأيام المدرسة وعلاقته بأهله وعن حبه الأول أو ما يسمى "الحب العذري".

يليها في الفقرة الثالثة حديث "أنا" عن مغامراته أيام الجامعة وعلاقاته بأصدقائه وصديقاته وعلاقاته الغرامية العابرة.

أما في الفقرة الرابعة يهاجر"أنا" من بلده ثم يعود الى الوطن للبحث عن زوجته "العذراء".

ولكن في الفقرة الخامسة والأخيرة وبعد أن يتخطى "أنا" عمرا معينا, ولأسباب بيولوجية بحتة يتخلى "أنا" عن البحث ليتخطى بذلك محنته في البحث عن المرأة التي "ما باس تما الا اما" .

ويقول جو قديح عن مسرحه أنه لا رسالة واحدة فقط فيه, انما الرسالة الكبرى التي يريد تجسيدها هي في جعل كل امرء يستنتج تساؤلاته الخاصة وأجوبته أيضا بحرية تامة في الاستنتاج.

وفي سياق الحديث عن هذه "الأنا" يقول قديح أنه على الصعيد السياسي لا يحبذّ أحدا أبدا من الرجال السياسيين اذ أن كل رجال السياسة في لبنان أثبتوا عن "أنا - نية" مطلقة. وأضاف أنه كما يقال "كلب المير مير" ففي حالة السياسيين لدينا فان " كلب الأنا أنا". وبغيرة واضحة على لبنان العز والكرامة "المفقودين" يضيف جو قديح من أقوال جبران خليل جبران " ويل لأمة مقسمة الى أجزاء وكل جزء يحسب نفسه أنا" و" ويل لأمة كثرت فيها الطوائف وقلً فيها الدين".





أما عن الأوضاع البيئية الراهنة فيقول قديح أن "البحر بلبنان ما كان وسخ نحنا اللي وسّخناه ولبنان يلي كان أخضر نحنا يلي حرقناه" وهذا أكبر دليل على أن كلّنا ليس للوطن انما كل "أنا" منا هو لنفسه.

وبالنسبة لأعماله التلفزيونية يقول عن جديده "بلا مزح" أنه عمل نقدي اجتماعي ساخر يضيء على الأمور المؤسفة التي نقابلها بحياتنا اليومية ولكن بأسلوب فكاهي يدفع المشاهد الى التأمل بها. فالفكرة الأساسية للبرنامج واعدادها تمّا بالتعاون مع فريق عمل المؤسسة اللبنانية للارسال. أما عن شريكته في في العمل الممثلة زينة دكاش فقد وصفها بأنها لديها كفاءة عالية و"قبضاي من الطراز الأول" وذلك يبرز خصوصا من خلال عملها العلاجي عبر العمل المسرحي بسجن رومية. فهي أثبتت بجدارة جديَتها بذلك العمل المضني مما جعلها تستحق لقبها "أبو علي" خاصة في هذه الظروف الصعبة السائدة في لبنان حيث أنه لا احترام للأنسان وخاصة في تلك السجون الصعبة.

أما في الحديث عن الانتاج فيعلّق قديح على أنه ما ينقص الفنانين فعليا لاتمام أعمالهم وأن ذلك هو السبب الرئيسي في تأخير الانتاجات السينمائية والمسرحية في البلد وأنه لسوء الحظ لا يكترث أحد من المسؤولين الرسميين للفنون على أنواعه, تشكيلية كانت مسرحية سينمائية أو غيرها وبالتالي يعتمد الممثل أو المخرج على المبادرات الفردية لانجاح عمله, أو المساعدات الخاصة أو عبر رعاة رسميين يساعدون في التمويل لهذه الأعمال الفنية.

ومن هنا يجدر بنا الاشارة الى أن لجو قديح الكثير من الأعمال الفنية غير التمثيل فهو قد أخرج وكتب عدة مسرحيات باللغتين العربية والفرنسية أهمها:


- "الشرق الأوسط" والتي تعاون على كتابتها مارك قديح وايلي كرم وقدمت في نيويورك كأول عمل مسرحي لبناني سنة 2003 وتعاون على التمثيل فيها كل من :" نادين لبكي – ماريو باسيل – جاك مارون – ايلي كرم".


-"البانيو" تمثيل ادمون حداد ولميا مرعي.


- "مطار شارل ديغول" تمثيل بيتي توتل.


- "التخت" تمثيل رولا حمادة – طارق باشا – ريمون حصني.


وقد أخرج أيضا" في اللغة الفرنسية "Scene D’amour" وعرضت في "Le Festival D’avignon" في فرنسا.


"Europa" التي حملت موضوع البحر المتوسط وجسَد فيها واقع العلاقات بين حضارات المتوسط وقد عرضت في أهم مسرح أوروبي "Duze" في بولونيا.


- "Mamouchka" وقدمت على مسرح "la Balsamine" في بلجيكا.



- أما "بشرة ايليزا" فهو اعتمد فيها على المونولوج النسائي الذي قدمته الممثلة ميرنا مكرزل بالأضافة الى اطلالة خجولة من ايمانويل لابراند.


ويضيف جو قديح أنه نشر كتابا عنوانه "Sous prenom malgre’ lui" وتجسد على خشبة المسرح في كل من أفريقيا, سويسرا, فرنسا وبلجيكا.

وأخيرا شدّد قديح في ختام حديثه لشريط على أن الأعمال التي تستهدف السياسة والسياسيين لا تعنيه في الوقت الحالي انما ما يسعى اليه هو طرح مواضيع اجتماعية أخلاقية وفلسفية بأسلوب فكاهي يدعو المشاهد الى التفكير وربما الى ايجاد أجوبة على عدة تساؤلات لا بد أن يطرحها أغلب الناس على أنفسهم.











07-12-2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق